"كل الفتيات يضعن المكياج و يتعطرن عنذ الذهاب للتسوق! لم عندي فقط يعتبر الأمر مشيناً؟”
"كل الفتيات ينظفن حواجبهن ليتأنقن! أين الخطأ في ذلك؟”
"الطلبة كلهم يغشون! هل سيتوقف الأمر علي؟”
دائماً ما نمر بهذه التساؤلات... نشعر بالأمان عندما نقلد رفيقاتنا، لأن ذلك يشعرنا بأننا متشابهات و صديقات... هذا التقليد يعطينا نوعاً من الأمان المزيف بـ "أنا لست وحيدة"
الشعور بهذا النوع من الأمان مريح، صحيح... و لكنه مُرهق! فأنتِ تستمرين بالتصرف وفق شخصيات الآخرين، لا شخصيتك الحقيقية…
من يحرص أن يكون ضمن القطيع، شخصيته مهزوزة... فهو على استعداد أن يخترق الحدود الدينية و الأخلاقية من أجل استمرار صداقة ما، أو الحفاظ على صورته الاجتماعية، أو حتى من أجل تجنب نظرات الاستنكار…
دائماً ما يقولون (الموت مع الجماعة أرحم) و غيرها من الأمثلة الشعبية التي نقولها من باب الضحك لتهوين مسألة (العيش ضمن قطيع)، لنوهم أنفسنا بالأمان المزيف عندما نرتكب ذنباً أغلب الناس ترتكبه… و ننسى أن { وَكُلّهمْ آتِيه يَوْم الْقِيَامَة فَرْدًا }
في بعض الأحيان تستفحل المسايرة لدى الشخص لحين تحوله إلى شخصية مائعة…
الطين... الصلصال... السلايم... تختلف الأسماء و الألوان و لكن تظل المادة المعني بها هي نفسها... شيء متوفر بألوان متعددة... طري و مائع... ليس له شكل محدد
إذا احتفظنا به في علبة دائرية فسيتشكل بحسب الشكل الدائري... و إذا كانت العلبة مربعة فسيكون كذلك...
لا شكل محدد = رخيص
و الألماس… حسناً نعترف بأن الظروف التي مر بها ليكون بهذا الشكل الجذاب هي ظروف قاسية، و لكنه يحتفظ بهذا الشكل في كل المناسبات... فلا يتشكل بحسب الشخص الذي يمتلكه أو المكان الذي يُعرض فيه
شكل واضح محدد = غالٍ و محط أنظار الجميع
و كذلك الشخصيات
فهناك الشخصية الطينية، أينما وجدت نفسها تُغير من سلوكها... ليس لها مبادئ تلتزم بها في كل الظروف… فهي مع القطيع
بينما الشخصية الألماسية فشخصيتها كما هي في جميع الأحوال... تتحدث باحترام و بدون شتائم سواء مع الأهل أو الصديقات... تتعامل بنبل و أخلاق سواء مع العامل أو زميل العمل…