Life goes on

Life goes on

الخميس، 13 ديسمبر 2012

الأمير

هذه هي تجربتي الأولى في كتابة المسرحية...  أتمنى أن يبحر بكم الخيال لتستقروا على شواطئ أحداث مرت عبر مملكتي الصغيره...


المشهد الأول:

    (في قصر الأمير عبد الله في غرناطة ليلاً)

توجه جندي إلى الشيخ نور الدين مسرعاً: أيها الشيخ الجليل, إن جنود الأمير (محمد) يهاجمون القصر, فاخرج مع الأمير حالاً.

الشيخ نور الدين: سأذهب لأوقظ الأمير, و جهز لنا فرسين و عتادا.

الجندي: أمرك مطاع, سأكون في الساحة الخلفية بعد ثوان.

الشيخ نور الدين و قد دخل غرفة الأمير: أيها الأمير, أيها الأمير, استيقظ بسرعة.

رفع الأمير (عبد الله) رأسه بخمول و قال: ما بك يا شيخنا الجليل؟

الشيخ (نور الدين): "إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فاخرج إني لك من الناصحين" *

الأمير (عبد الله) : و لم؟

الشيخ (نور الدين) : لا وقت لدي للشرح الآن, اخرج بسرعة.

الأمير (عبد الله) : أخرج إلى أين؟

الشيخ (نور الدين) : إلى الساحة الخلفية للقصر,اسبقني أيها الأمير, فلم يبق لي العمر قوة.

الأمير و قد وصل إلى الساحة الخلفية: أيها الجندي, ماذا يحدث في القصر؟ و ماذا تفعل بأفضل فرسين هنا؟

الجندي: اسمي هو طارق يا سيدي الأمير, أنني أجهز لك الفرسين لتهرب بهما.

الأمير (عبد الله) : أهرب؟ إلى أين؟ و لم أهرب؟

الجندي (طارق):ها هو الشيخ نور الدين قد وصل منقطع الأنفاس,سيخبرك الخبر.

*سورة القصص الآية 20

الشيخ نور الدين:أيها الجندي, إن الأعداء يهاجموننا في الساحة الأمامية, فأخبر رفاقك بأن يشغلوهم حتى نمر بسلام.

الجندي (طارق): أمرك, حفظتكم السلامة

الأمير (عبد الله) : أيها الشيخ (نور الدين), هانحن قد هربنا و غاب القصر عن أبصارنا فهلا أخبرتني الخبر؟

الشيخ (نور الدين) : سأخبرك عندما نصل, فتحل بالصبر حتى ذلك الوقت.

الأمير (عبد الله) : و أين سنذهب؟

الشيخ (نور الدين) : ألم أوصك بالصبر!

الأمير (عبد الله) : "ستجدني إن شاء الله صابراً"*



     و عندما بدأت خيوط الشمس الذهبية تطرق أبوب الدنيا, توقف الشيخ (نور الدين)عند منزل متواضع في أطراف المدينة, ترجل من فرسه ثم فتح الباب و دخل إلى فناء المنزل و ربط الفرس إلى جذع نخلة توسطت الفناء.

الشيخ (نور الدين) : ترجل من فرسك يا بني, و اربطها إلى الجذع.

الأمير(عبد الله): إن شاء الله.

الشيخ(نور الدين) : و بعدها تفضل إلى منزلي المتواضع, حياك الله.

الأمير (عبد الله) : يا شيخنا, هلا أخبرتني الخبر؟

الشيخ (نور الدين): يا بني اصبر, فلنتوضأ و نصلي الفجر أولاً, فإذا سمعت الأذان, أجب داعي الرحمن.

و بعد الصلاة قال الشيخ (نور الدين) : أيها الأمير, إني و الله أحبك و أعتبرك بمثابة الابن لي.

الأمير(عبد الله) : أحبك الله الذي أحببتني فيه, و إني كذلك و الله يا شيخنا, أحبك في الله.

*سورة الكهف الآية 69


الشيخ (نور الدين) : يا بني, أتؤمن بالقضاء و القدر؟

الأمير (عبد الله) : نعم يا شيخنا.

الشيخ(نور الدين) : أرأيت لو أن رجلاً أعار أخاه عارية, أفيحق له استعادتها ؟

الأمير (عبد الله) : بالطبع يحق له.

الشيخ (نور الدين) : فاعتبر والدك عند الله عز و جل, إنا لله و إنا إليه راجعون.

الأمير(عبد الله)  و قد امتزج الحزن في صوته: إنا لله و إنا إليه راجعون.

الشيخ (نور الدين) : أعندك شك في أن الله تعالى لا يضيع عباده.

الأمير (عبد الله) :لا يا شيخنا.

الشيخ (نور الدين) : إن أخاك الصغير (محمد) قد تآمر على قتلك طمعاً في ملك أبيك.

الأمير (عبد الله) : أ..أخي!! أتقول أخي؟ أتقول إن أخي يريد قتلي! ما هذا الكلام؟

الشيخ(نور الدين) : و الله ما قلت إلا صدقاً, و الله على ما أقول شهيد.

طأطأ الأمير (عبد الله) برأسه, فسرت الدموع على وجهه كالجداول.