المشهد السادس
(في قصر الأمير محمد)
الجندي (طارق): أبشري يا سيدتي... لقد جئتك بنبأ عظيم...
الأم: و ماذا لديك؟؟ أسرع و أدخل بعض السرور إلى قلبي
الجندي (طارق):إن الشيخ الجليل (نور الدين) قد طلب مني استدراج القائد
العام للجيش إلى الجامع لوحده ليتمكن من الحديث معه على انفراد... و قد حدث...
الأم: أسرع... و ماذا حصل بعد ذلك؟
الجندي (طارق): لقد عقد الشيخ (نور الدين) مع القائد العام صفقة.. ألا و هي
... إذا قبل القائد العام بمبارزة الأمير (عبد الله) و كانت النتيجة خسارة
الأمير... فسيسلم الأمير (عبد الله) نفسه ..
الأم: يا ويلي... القائد العام قوي جداً... و ابني.. ابني الحبيب..
الجندي (طارق): تمالكي أعصابك يا سيدتي....دعيني أكمل شروط الصفقة
الأم: حسناً... أكمل..
الجندي (طارق):و إذا انتصر الأمير (عبد الله) على القائد العام... فعلى
القائد العام أن يسلم قيادة الجيش للأمير (عبد الله) و يتعاون معه... و هذا ما
حدث...
الأم: الحمد لله.. الحمد الله... اللهم لك الحمد و الشكر..
الجندي (طارق): لقد كبر الأمير (عبد الله) بسرعة... و أصبح قوياً ...
الأم: الحمد لله... أيها الجندي... اكتم الخبر عن (محمد)... فسيجن جنونه إن
علم بتعاون الجيش مع (عبد الله)...
الجندي (طارق): لا تحتاجين إلى قول ذلك... فأنا أيضاً أحب الأمير (عبد
الله)... و كنت أريد كتمان الخبر فور علمي به...
المشهد السابع
(في سوق مكتظ في وسط المدينة)
التاجر:إن أوضاع الأندلس تطرب الأعداء و لا تسر الأحباء...
المشتري: فعلاً... لقد تدهورت الأحوال منذ أن مسك الأمير (محمد) مقاليد
الحكم
التاجر: إن الوضع لا يطاق... لقد رفع الجزية مرتين خلال ثلاثة أشهر... و
الله أعلم إلى أي مدى سيظل يرفعها...
المشتري:أتمنى بأن يمسك الأمير (عبد الله) بدفة الحكم ليصلح أحوال العباد و
البلاد..
التاجر:أخفض صوتك... لا نريد أن يسمعنا الجند..
المشتري: معك حق... و ماذا عنك؟؟؟ أتريد أن يكون الأمير (عبد الله) هو
الملك؟
التاجر:بالطبع أريده.. إنه طيب القلب.. لقد قدم لي استشارة أنقذت تجارتي من
الهلاك..
المشتري: ماذا؟؟ حتى أنت؟؟
التاجر: ماذا تقصد؟
المشتري:إن لي مزرعة في أطراف المدينة... و الأمير (عبد الله) يساعدني على
حراثة الأرض... و أنا مدين له بذلك...
التاجر: لقد رأيته ذات ليلة و هو يدخل إلى دار جارتنا العجوز و يساعدها في
أمور المنزل...
المشتري:إنه حقاً طيب القلب...
التاجر:طبعاً... لكن اكتم خبره عن الجند... و ساعده على التنقل بخفاء كما
أفعل...
المشهد الثامن
(في منزل الشيخ نور الدين)
الشيخ (نور الدين):أحسنت يا بني... لقد كسبت الجيش و الشعب و ملكت قلوبهم
الأمير (عبد الله):الحمد لله... هذا من فضل الله علي ثم نصائحك..
الشيخ (نور الدين):و ما هو شعورك بعد اكتساب هذه القوة الجديدة؟
الأمير (عبد الله): بالراحة و الرضا... و الأمان و الاطمئنان...
الشيخ (نور الدين): و الآن... إلى الخطوة الأخيرة... أأنت مستعد لها؟
الأمير (عبد الله): نعم يا شيخنا...
الشيخ (نور الدين):الآن عليك أن تكسب الأمير (محمد)...
الأمير (عبد الله): ماذا؟؟؟ أخي؟؟؟ و كيف سأكسبه؟
الشيخ (نور الدين): بالعفو يا بني.... بالعفو...
الأمير (عبد الله):و كيف سأعفو عنه و أنا مجرد هارب و هو الملك؟؟؟؟
الشيخ (نور الدين): عما قريب... ستكون أنت الملك...
الأمير (عبد الله): كيف؟؟؟
الشيخ (نور الدين): سنتوكل على الله ثم ندخل قصر الأمير (محمد)..
الأمير (عبد الله): أتقصد أن نتسلل إليه ليلاً؟
الشيخ (نور الدين): و لم التسلل؟؟ و لم الليل؟؟؟ سندخل جهراً و من الباب
الأمامي نهاراً... فنحن أصحاب الحق... و لن نذهب لسرقة الحكم كي نتسلل ليلاً...
الأمير (عبد الله): أشعر بأنك قد رسمت خطة للدخول..
الشيخ (نور الدين): نعم... سيتعاون الشعب معنا و يوصلنا إلى القصر... و
سيساعدنا الجند و يفتحون لنا الأبواب... و سيتفضل العلماء بتنصيبك....
الأمير (عبد الله): على بركة الله...
المشهد التاسع
(في قصر الملك عبد الله)
الأم: الحمد لله... شكراً لك أيها الشيخ (نور الدين)... فبفضلك عادت الأمور إلى نصابها... أنا سعيدة جداً..
الشيخ (نور الدين): الشكر لله وحده ... فهو الذي أعان الأمير على ذلك..
الأم: لم أتوقع أن يعفو (عبد الله) عن (محمد)... لقد كنت خائفة من أن يتقاتلان..
الشيخ (نور الدين): حتى أنا مندهش جداً لذلك... فعندما دخل الأمير (عبد الله) إلى القصر بهمة عالية و عزيمة صارمة ...و فور رؤيته لمحمد استل سيفه و وجه النصل إلى عنقه...
الأم: كنت أرتعد من ذلك المنظر..
الشيخ (نور الدين): حقاً فقد كان الأمير (محمد) ينوي استلال سيفه إلا أنه لاحظ أن الجند و العلماء في صف الأمير (عبد الله) فأعاد السيف إلى غمده..
الأم: و أكثر ما أفرح قلبي و أسعد ناظري أطرب روحي... عندما رمى (عبد الله) السيف و ضم (محمد) إلى صدره.. ثم قال له "عفوت عنك يا أخي"
الشيخ (نور الدين):لقد أثر ذلك على (محمد) فبكى و طلب من أخيه الصفح... إنه اليوم ملازم (لعبد الله)... و قد بدأ في السير على خطاه...
الأم : حمداً على جلال النعمة ... و انكشاف الغمة.... و صلاح الأمة....
الشيخ (نور الدين): أستأذنك في الانصراف الآن يا سيدتي...
الأم: قبل ذلك... اسمح لي بمعرفة شيء واحد... كيف غيرت ابني (عبد الله)؟؟؟
الشيخ (نور الدين): لقد جعلته يشرب من نهر القوة الحقيقية... فالقوة ليست بالملك أو الانتقام... إنما القوة بالتوكل على الله و طلب العلم و حب الآخرين.
أعزائي... إن بداخل كل منا الأمير عبد الله و الأمير محمد... و يتنازعان على حب نفس و دين... و لكل منا الحكيم نور الدين... يرشدنا و يهذب أخلاقنا... إذا فلكل واحد منا حكاية... أنتم من يحدد مسارها... و أنتم من سيقرر في حكاياتكم الخاصة... أعبد الله يغلب أم محمد :)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق