المشهد الرابع
(في قصر الأمير محمد)
الأم: يا إلهي... أبنائي يقتل بعضهم بعضاً... "يا ليتني مت قبل هذا و
كنت نسياً منسياً"
الأمير (محمد): أمي... أمي... أرجوك قلت لك من قبل لا تتدخلي في شئون
الملك...
الأم:و ماذا علي أن أفعل إذاً؟؟؟... أأتفرج على أبنائي و فلذات كبدي و هم
يتقاتلون.؟؟
الأمير (محمد): أمي... أنا مضطر لقتله... إن (عبد الله) ينازعني في
الملك...
الأم: أرجوك اترك أخاك في حال سبيله...إن (عبد الله) يحبني و يطيع أمري...
و سآمره بأن يتنازل عن الملك...لكن اتركه...
الأمير (محمد): و ماذا إذا علم الشعب أن (عبد الله) حيّ؟؟ سيثور ضدي و
سيقولون بأنه أحق بالملك بحكم سنه..
الأم: يا بني... أصدقني القول... لم تريد الملك بهذه الشدة؟؟؟
الأمير (محمد):لأنني أريد القوة
الأم: و هل ترى أن القوة حكراً على ملوك الأندلس؟
الأمير (محمد):الأندلس هي قبر أجدادنا... و هنا طرحوا نفوس الأبطال الأشداء
في بلاط الشهداء... الأندلس أرض الآباء و الأجداد...و مهبط طارق بن زياد..
الأم:اعلم أن أجدادنا دخلوا الأندلس فاتحين.. مكّبرين و مسبحين.. عظّموا
الله في القلوب.. فملكّهم الشعوب... لقد نشروا العدل و طردوا الجهل...أما أنت ..
الأمير (محمد): و ماذا بي أنا؟؟؟
الأم:لقد تخلّفت عن الجهاد... و عصيت رب العباد... و وقعت في الفساد... و
أدمنت الترف... و ودعت الشرف..
الأمير (محمد): مهما قلت فلن تثنيني عن سعيي وراء القوة... و ملك الأندلس
هو القوة... سأرسل الجنود في أرجاء المدينة ليأتوني برأس (عبد الله)..
الأم: لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم...
المشهد الخامس
(بعد ثلاث أشهر و في منزل الشيخ نور الدين)
الشيخ (نور الدين): ما شاء الله ... أراك مواظب على طلب العلم و مصاحبة
العلماء و مجالسهم أيها الأمير...
الأمير (عبد الله): الحمد لله يا شيخنا...و من الجيد أنهم أحبونني لدرجة
أنهم يخفون أخباري عن الجنود... و يوارونني عن أعين الجند....
الشيخ (نور الدين): الحمد لله... لقد كسبت العلماء إلى صفك... و نهلت منهم
قوة العلم.... و الآن لنكسب قواد الجيش...
الأمير (عبد الله): قواد الجيش؟؟؟ إنهم يسعون لقطع رأسي فكيف لي أن
أكسبهم؟؟؟
الشيخ (نور الدين):توكل على الله يا بني... لقد دربتك على المبارزة بالسيف
منذ أن كنت طفلاً صغيراً... فالمؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف..
الأمير (عبد الله): و نعم بالله....
الشيخ (نور الدين): و بعدها ستكسب الشعب...
الأمير (عبد الله): بإذن الله...
اندمجت والله حبيتها
ردحذف