المشهد الثاني
في قصر الأمير (محمد)
كانت أم الأميرين (عبد الله) و (محمد) جالسة في غرفة الضيوف .... و قد مثل
أمامها جندي شاب أحنى رأسه احتراماً لها..
قالت الأم و قلق بالغ يشوب نبراتها: السلام عليك أيها الجندي
الجندي (طارق):و عليك السلام...
سيدتي
الأم:قيل لي أنك جندي تعمل في قصر ابني (عبد الله)... فاقصص علي ما حدث
الجندي (طارق):إن الأمير (محمد) قد
أرسل جنوده ليلة الأمس لقتل الأمير (عبد الله) إلا أن مبتغاه فشل
الأم:ماذا؟؟؟ أسولت نفس (محمد) له بأن يقتل أخاه؟
الجندي (طارق) :ألم يقتل قابيل
هابيل!
الأم:لا حول و لا قوة إلا بالله... و أين (عبد الله)
الجندي (طارق) : لا أعلم أين مكانه بالضبط... إلا أنني متأكد الآن أنه في
حرز أمين لأن معه رجل حكيم
الأم: و من هذا الرجل؟؟
الجندي (طارق) : إنه معلم و مربي الأمير (عبد الله)... الشيخ الفاضل (نور
الدين)
الأم:حفظ الله ابني بالدين و عصمه من نزغات الشياطين
و فجأة اقتحم الأمير (محمد) غرفة الضيوف و توجه إلى الجندي و سأله بتعجرف: أين (عبد الله)؟؟
الجندي (طارق):لا أعلم... يا سيدي
الأمير
الأمير (محمد): إن لم تخبرني بمكانه لأعذبنّك عذاباً شديداً أو لأذبحنّك
وقفت الأم و قالت بصوت يهتز غضباً:كفى يا محمد
الأمير (محمد):أمي... أنا الملك الآن... فلا تتدخلي في شئون الملك
الأم:أغرك ملكك الزائف؟!! ويل لمن غرته دنياه... و خدعه مناه... و صرعه
هواه...
المشهد الثالث
(في بيت الشيخ نور الدين)
الشيخ نور الدين:أيها الأمير.. أنت الآن في بلاء.. و بوابة البلاء لا
يدخلها إلا الأولياء.. و يرد عنها الأدعياء..فاسأل عن ذلك تاريخ الأنبياء
الأمير (عبد الله): ألا ترى ما يفعل بي البلاء؟؟ إنه يحرقني حرقاً
الشيخ (نور الدين):البلاء أعظم لأجرك..و أقوى لصبرك...
الأمير (عبد الله):و ماذا علي أن أفعل في ظل هذا البلاء؟؟؟ لقد ضاقت علي
الأرض بما رحبت... بما جارت يدا أخي و ظلمت..و إني و الله أخشى من أن أبدأ بحقده و
بغضه..
الشيخ (نور الدين): الحسد يذيب الأجسام.. و الحقد لا ينفع معه طعام... و
البغضاء لا يهنأ معها منام...
الأمير (عبد الله): و كيف أبعد عن نفسي الحسد و الحقد و البغضاء؟
الشيخ(نور الدين): يا بني ....إن ذكر الله يشرح الصدور.. و يجلب السرور.. و
يسهل الأمور.. و يدخل على النفس النور..
الأمير (عبد الله):يا شيخنا... كلامك جميل...لكني و الحق يقال أريد أن
أنتقم... فنفسي بشرية عازمة على الانتقام...
الشيخ (نور الدين): ما الذي دفعك للانتقام؟
الأمير (عبد الله): لقد انتهك أخي حرمة قصري... و أهدر كرامتي... و سفك دم
جنودي... و استولى على ملكي..
الشيخ (نور الدين) في نفسه: إن قوة إرادة الأمير ستتيح له أن يحقق هدفه...
لكن إن حققت له هدفه و استعاد ملكه و هو على هذا الحال....فستكون هذه نهاية
الأندلس... قبل ذلك الوقت سأغير الأمير لأهيئه لتحمل أعباء الحكم...
الأمير (عبد الله): ما بالك يا شيخنا؟؟ أتنفر من الانتقام؟؟ أتنفر من
القوة؟؟
الشيخ (نور الدين): إذاً فأنت ترى في الانتقام قوة؟؟
الأمير (عبد الله): و ماذا غير ذلك؟
الشيخ (نور الدين):لقد قلت أنك ترى في الانتقام قوة... فقلي إذاً ما هي
القوة؟
الأمير (عبد الله):القوة هي أن أسجن أخي لأجرعه العار... و أقتل
المعارضين...
الشيخ (نور الدين): يا بني... أمامك طريقان لا ثالث لهما... أحدهما تكمن
فيه القوة الحقيقية... فاحكم بالحق و لا تشطط
الأمير (عبد الله): كلي آذن صاغية
الشيخ (نور الدين): أما أحدهما فهو كما أشرت... السجن و القتل ... و أما
الآخر فهو...أن تكسبهم إلى صفك و تستفيد من قواهم و إمكاناتهم...
الأمير (عبد الله):أكسبهم إلى صفي؟؟!!! أتقصد أنني بذلك سأستفيد من قواهم
فتتضاعف قوتي؟
الشيخ (نور الدين):أحسنت يا بني..لقد فهمت مرادي بسرعة..
الأمير (عبد الله):و كيف أكسبهم ؟ و بمن سأبدأ؟ و كيف سأبدأ معه؟
الشيخ (نور الدين):اهدأ يا بني...عليك أولاً باستمالة قلوب العلماء... فهم
أعمدة الأندلس و بدونهم لا تقوم للأندلس قائمة...وهم المستشارون لدى الملك....و
لتكسبهم فصاحب القلم و الكتاب...
الأمير (عبد الله):القلم؟؟؟؟ و الكتاب؟؟
الشيخ (نور الدين):نعم.. فبالقلم خط الوحي في الملكوت...و هم من أخبرنا بطالون و جالوت...و أما الكتاب فهو خير الأصحاب... لأنه سيغنيك عن البخلاء...و يكفيك الثقلاء...و يجلسك مع النبلاء...و يعرفك بالشرفاء..
الشيخ (نور الدين):نعم.. فبالقلم خط الوحي في الملكوت...و هم من أخبرنا بطالون و جالوت...و أما الكتاب فهو خير الأصحاب... لأنه سيغنيك عن البخلاء...و يكفيك الثقلاء...و يجلسك مع النبلاء...و يعرفك بالشرفاء..
حبييييييييتها
ردحذفالله يوفقج تبارك الرحمن
re em16
ردحذفثنكس حبيبتي و إن شاء الله كل يوم جزء.. أسعدني مرورج
اسلوبك رائع ومبدع في الطرح ،،واصلي
ردحذفمشكورة.. و تسعدني قراءتك و مرورك في البلوق... أشكر دعمك
حذفماشاء الله..
ردحذفمتابعة معاج يا عسل..
الله يحفظج ويبارك فيج