Life goes on

Life goes on

الثلاثاء، 16 يوليو 2013

الأمير 2


المشهد الثاني

في قصر الأمير (محمد)

كانت أم الأميرين (عبد الله) و (محمد) جالسة في غرفة الضيوف .... و قد مثل أمامها جندي شاب أحنى رأسه احتراماً لها..

قالت الأم و قلق بالغ يشوب نبراتها: السلام عليك أيها الجندي

الجندي  (طارق):و عليك السلام... سيدتي

الأم:قيل لي أنك جندي تعمل في قصر ابني (عبد الله)... فاقصص علي ما حدث

الجندي  (طارق):إن الأمير (محمد) قد أرسل جنوده ليلة الأمس لقتل الأمير (عبد الله) إلا أن مبتغاه فشل

الأم:ماذا؟؟؟ أسولت نفس (محمد) له بأن يقتل أخاه؟

الجندي  (طارق) :ألم يقتل قابيل هابيل!

الأم:لا حول و لا قوة إلا بالله... و أين (عبد الله)

الجندي (طارق) : لا أعلم أين مكانه بالضبط... إلا أنني متأكد الآن أنه في حرز أمين لأن معه رجل حكيم

الأم: و من هذا الرجل؟؟

الجندي (طارق) : إنه معلم و مربي الأمير (عبد الله)... الشيخ الفاضل (نور الدين)

الأم:حفظ الله ابني بالدين و عصمه من نزغات الشياطين

و فجأة اقتحم الأمير (محمد) غرفة الضيوف و توجه إلى الجندي و  سأله بتعجرف: أين (عبد الله)؟؟

الجندي  (طارق):لا أعلم... يا سيدي الأمير

الأمير (محمد): إن لم تخبرني بمكانه لأعذبنّك عذاباً شديداً أو لأذبحنّك

وقفت الأم و قالت بصوت يهتز غضباً:كفى يا محمد

الأمير (محمد):أمي... أنا الملك الآن... فلا تتدخلي في شئون الملك

الأم:أغرك ملكك الزائف؟!! ويل لمن غرته دنياه... و خدعه مناه... و صرعه هواه...


المشهد الثالث

(في بيت الشيخ نور الدين)

الشيخ نور الدين:أيها الأمير.. أنت الآن في بلاء.. و بوابة البلاء لا يدخلها إلا الأولياء.. و يرد عنها الأدعياء..فاسأل عن ذلك تاريخ الأنبياء

الأمير (عبد الله): ألا ترى ما يفعل بي البلاء؟؟ إنه يحرقني حرقاً

الشيخ (نور الدين):البلاء أعظم لأجرك..و أقوى لصبرك...

الأمير (عبد الله):و ماذا علي أن أفعل في ظل هذا البلاء؟؟؟ لقد ضاقت علي الأرض بما رحبت... بما جارت يدا أخي و ظلمت..و إني و الله أخشى من أن أبدأ بحقده و بغضه..

الشيخ (نور الدين): الحسد يذيب الأجسام.. و الحقد لا ينفع معه طعام... و البغضاء لا يهنأ معها منام...

الأمير (عبد الله): و كيف أبعد عن نفسي الحسد و الحقد و البغضاء؟

الشيخ(نور الدين): يا بني ....إن ذكر الله يشرح الصدور.. و يجلب السرور.. و يسهل الأمور.. و يدخل على النفس النور..

الأمير (عبد الله):يا شيخنا... كلامك جميل...لكني و الحق يقال أريد أن أنتقم... فنفسي بشرية عازمة على الانتقام...

الشيخ (نور الدين): ما الذي دفعك للانتقام؟

الأمير (عبد الله): لقد انتهك أخي حرمة قصري... و أهدر كرامتي... و سفك دم جنودي... و استولى على ملكي..

الشيخ (نور الدين) في نفسه: إن قوة إرادة الأمير ستتيح له أن يحقق هدفه... لكن إن حققت له هدفه و استعاد ملكه و هو على هذا الحال....فستكون هذه نهاية الأندلس... قبل ذلك الوقت سأغير الأمير لأهيئه لتحمل أعباء الحكم...

الأمير (عبد الله): ما بالك يا شيخنا؟؟ أتنفر من الانتقام؟؟ أتنفر من القوة؟؟

الشيخ (نور الدين): إذاً فأنت ترى في الانتقام قوة؟؟

الأمير (عبد الله): و ماذا غير ذلك؟

الشيخ (نور الدين):لقد قلت أنك ترى في الانتقام قوة... فقلي إذاً ما هي القوة؟

الأمير (عبد الله):القوة هي أن أسجن أخي لأجرعه العار... و أقتل المعارضين...

الشيخ (نور الدين): يا بني... أمامك طريقان لا ثالث لهما... أحدهما تكمن فيه القوة الحقيقية... فاحكم بالحق و لا تشطط

الأمير (عبد الله): كلي آذن صاغية

الشيخ (نور الدين): أما أحدهما فهو كما أشرت... السجن و القتل ... و أما الآخر فهو...أن تكسبهم إلى صفك و تستفيد من قواهم و إمكاناتهم...

الأمير (عبد الله):أكسبهم إلى صفي؟؟!!! أتقصد أنني بذلك سأستفيد من قواهم فتتضاعف قوتي؟

الشيخ (نور الدين):أحسنت يا بني..لقد فهمت مرادي بسرعة..

الأمير (عبد الله):و كيف أكسبهم ؟ و بمن سأبدأ؟ و كيف سأبدأ معه؟

الشيخ (نور الدين):اهدأ يا بني...عليك أولاً باستمالة قلوب العلماء... فهم أعمدة الأندلس و بدونهم لا تقوم للأندلس قائمة...وهم المستشارون لدى الملك....و لتكسبهم فصاحب القلم و الكتاب...

الأمير (عبد الله):القلم؟؟؟؟ و الكتاب؟؟
الشيخ (نور الدين):نعم.. فبالقلم خط الوحي في الملكوت...و هم من أخبرنا بطالون و جالوت...و أما الكتاب فهو خير الأصحاب... لأنه سيغنيك عن البخلاء...و يكفيك الثقلاء...و يجلسك مع النبلاء...و يعرفك بالشرفاء..

هناك 5 تعليقات:

  1. حبييييييييتها
    الله يوفقج تبارك الرحمن

    ردحذف
  2. re em16

    ثنكس حبيبتي و إن شاء الله كل يوم جزء.. أسعدني مرورج

    ردحذف
  3. اسلوبك رائع ومبدع في الطرح ،،واصلي

    ردحذف
    الردود
    1. مشكورة.. و تسعدني قراءتك و مرورك في البلوق... أشكر دعمك

      حذف
  4. ماشاء الله..
    متابعة معاج يا عسل..
    الله يحفظج ويبارك فيج

    ردحذف